الولهان Admin
عدد المساهمات : 180 تاريخ الميلاد : 28/04/1985 تاريخ التسجيل : 14/07/2012 العمر : 39
| موضوع: «القديس» أبوتريگة يحگي قصة حياته -الحلقة الأولى الخميس أغسطس 30, 2012 8:50 pm | |
| «القديس» أبوتريگة يحگي قصة حياته -الحلقة الأولى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لم تكن «الفرسان» مبالغة عندما قررت منح النجم الكبير «محمد أبوتريكة» لقب «القديس».. فهو الموهوب الهادئ المهذب المخلص الخلوق الملتزم المتدين الجاد المقاتل المجتهد.. لذلك قررنا أن نبدأ به مشروعاً جديداً تقدمه «الفرسان» هدية لقرائها، فسوف ننشر تباعاً مذكراته التي يحكي فيها قصة حياته، علي حلقات.. لن ننتظر حتي يشيخ نجومنا الكبار ويعتزلوا، حتي يحكوا لنا قصة حياتهم، فمن حق الجماهير أن تعرف سيرة حياة هؤلاء النجوم منذ الطفولة وحتي النجومية والتألق. ومثلما كان ظهور محمد أبوتريكة وتألقه أشبه بانفجار بركان في الملاعب المصرية، بركان ظل خامداً سنوات طويلة قبل انتقاله للأهلي، فإن قصة حياته فيها الكثير من المواقف والحكايات والأسرار والتفاصيل الغريبة التي تستحق أن نفرد لها الصفحات، ليعرف عشاقه كيف بدأ من الصفر حتي وصل إلي قمة المجد والنجومية والشهرة.لا أستطيع أن أذكر بالتحديد ذلك اليوم البعيد الذي تفتحت فيه عيوني علي كرة القدم.. ما أذكره فقط أنني كنت أهلاوياً بالفطرة مثل معظم الشعبيين من أبناء الطبقة المتوسطة في مصر.. أتابع مباريات الفريق بشغف وعشق، وأقلد حركات لاعبيه أثناء لعبي في الشارع مع زملائي وأبناء الجيران.. وعندما بلغت التاسعة من عمري بدأت أتابع المباريات التي كان أشقائي الكبار يشاركون فيها بمركز شباب ناهيا، حيث كانوا يشكلون معاً فريقاً خاصاً بهم.. كنت أكتفي غالباً بالفرجة إلي أن جاءت المصادفة التي جعلتني أشارك معهم عندما أصيب أحد لاعبي الفريق ولم يجدوا أمامهم سوي الدفع بي لاستكمال الصفوف. كانت المباراة في كرداسة أمام إحدي الفرق القوية، ولكي أثبت جدارتي باللعب كنت متحمساً جداً فدخلت بقوة علي أحد لاعبي الفريق المنافس، وكانت النتيجة أنه «رقصني» ترقيصة جامدة.. وهنا اقترب منيشقيقاي أحمد وأسامة وأعطياني أول درس كروي في حياتي وهو ضرورة التحلي بالهدوء أثناء اللعب، وطيلة هذه المباراة كانا يوجهان لي النصائح حتي أستطيع تقديم كل مهاراتي، فقد كانا لاعبين علي أعلي مستوي. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أول إصابة تعرضت لها في حياتي كانت خلال مشاركاتي في دوري المدارس وبعدها بدأت أشارك معهما في المباريات علي فترات متباعدة.. وكان الاثنان يتبادلان نقلي إلي الملاعب سواء في كرداسة أو ناهيا، حيث كنت أركب الدراجة أمام أي منهما في كل مرة.. وفي إحدي المباريات التي تفرجت عليها، حضر عدد كبير من نجوم الزمالك وقتها مثل: محمد حلمي وطارق يحيي، ويومها قدم أحمد شقيقي الأكبر ـ رحمه الله ـ واحدة من أفضل المباريات التي لعبها علي الإطلاق وراوغ حلمي وطارق أكثر من مرة، إلي درجة أنهما بعد المباراة صافحاه وأبديا انداهاشهما من عدم انضمامه لأي من الفرق الكبيرة. وقتها كنت مواظباً علي اللعب في دوري بين الفصول في مدرسة ناهيا الابتدائية، ولم يكن في فصلي لاعبون مميزون، ولن أنسي تلك المباراة التي جمعتنا بفصل آخر كان يلعب له وليد ابن عمي الذي يكبرني بعام، فقبل المباراة حاول وليد أن يراهنني علي أن فصله سيفوز، لكنني رفضت وقلت له: «بلاش مراهنة.. وخليها علي الله». كانت المباريات بين الفصول بنظام الدورين، تعادلنا في المباراة الأولي بهدف لكل منا، وفي الثانية فزنا بهدفين مقابل هدف، وأحرزت أنا الهدف الأول، وفي الهدف الثاني راوغت كل لاعبي الفصل المنافس ووضعت الكرة علي خط المرمي، حتي جاء أحد زملائي وأكملها بهدوء في المرمي. الطريف أن أول إصابة تعرضت لها في حياتي كانت خلال مشاركاتي في دوري المدارس، حيث كسرت قدمي، لذلك ذهب شقيقي أحمد ـ رحمه الله ـ إلي الأستاذ عصام مدرس التربية الرياضية الذي كان صديقاً له، وطلب منه عدم إشراكي في المباريات.. وحتي بعد شفائي ظل يستبعدني لفترة طويلة رغم أنني وقتها كنت في منتخب المدرسة.. وعن طريق دوري المدارس انتقلت إلي اللعب في دوري القطاعات. جاء انضمامي للترسانة بمحض المصادفة، فقد كان صديقي مجدي عابد ينوي الذهاب للاختبار هناك.. كان عمري وقتها «11 عاماً» تقريباً، وكان الكابتن الحملاوي هو الذي يجري اختبارات الناشئين لتلك المرحلة العمرية، واصطحبني عابد معه، وطلب مني الكابتن الحملاوي أن «أنطق» الكرة علي قدمي، وبدأنا جميعاً «ننطق» في الوقت نفسه، لكن معظم زملائي لم يتمكنوا من الاستمرار مثلي، حتي وصلت إلي 500 «تنطيقة»، فطلب مني أن أترك الكرة والحضور للنادي في اليوم التالي ومعي حذاء كرة قدم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فور التحاقي بالمدرسة الثانوية، انضممت لفريق المدرسة، لكنني جلست علي دكة البدلاء طيلة شهرين.. [center] ورغم أنني لم أصدق نجاحي في الاختبارات، فإنني لم أتمكن من الذهاب للترسانة إلا شهرين فقط، واضطررت بعدها للامتناع لأنني كنت أتدرب بـ «كاوتش باتا» وطلب مني الكابتن الحملاوي ضرورة شراء حذاء خاص بكرة القدم، وشعرت بالحرج الشديد لأن والدي موظف وراتبه يكفينا بالكاد وكان من الصعب علي في ظل ظروفنا تلك أن أطلب منه شراء حذاء للكرة، واضطررت في اليوم التالي للاختفاء تماماً من المنزل عندما مر علي صديقي مجدي عابد. وتكرر الأمر نفسه في الأيام التالية، حيث كان الكابتن الحملاوي يصر علي مطالبة مجدي بالمرور علي في المنزل ليصطحبني إلي النادي، وفي كل مرة كنت أختبئ في مكان مختلف. لم يستمر الأمر طويلاً، حيث اكتشف أشقائي هروبي المستمر من صديقي مجدي عابد، وفي آخر مرة تمكنوا من العثور علي فوق سطح المنزل، وسألوني عن سبب هروبي ورفضي الذهاب إلي النادي فشرحت لهم السبب. وبالطبع قام مجدي بإبلاغ الكابتن الحملاوي بالحكاية كلها، فطلب منه إحضاري للنادي حتي لو كنت حافياً لأنه مقتنع جداً بإمكاناتي. ولست هنا بحاجة إلي القول إنني أفخر بعائلتي رغم ظروفنا الاقتصادية المتواضعة، وهي الظروف التي جعلتني أيضاً أعاني كثيراً في ركوب المواصلات إلي النادي في ميت عقبة، لذلك كنت أمشي المسافة الطويلة من منزلنا من ناهيا حتي الترسانة، رغم أن عمري وقتها لم يبلغ «12 عاماً». وبعد شهرين أيضاً من هذه المعاناة اليومية شعرت بالإرهاق الشديد من طول المشوار، فقررت الانقطاع عن الذهاب للنادي، لكي أتفرغ للدراسة، حيث كنت أتمني وقتها التفوق لألتحق بكلية الهندسة وأتخرج مهندساً معمارياً.. وقضيت سنة كاملة بعيداً، كنت خلالها أشبع هوايتي باللعب في الشارع، وفوجئت بمجدي عابد يزورني من جديد ويؤكد لي أن مسئولي الترسانة متمسكون بي، وعلم شقيقي أحمد بذلك فأصر علي دعوتي.استجبت لطلبه، وكانت البداية مختلفة هذه المرة، فقد تسلمت لأول مرة ملابس النادي وكان في استقبالي الكباتن حنفي شعراوي والحملاوي وهشام السيد واستمريت معهم حتي سن «24 سنة». فور التحاقي بالمدرسة الثانوية، انضممت لفريق المدرسة، لكنني جلست علي دكة البدلاء طيلة شهرين.. وكانت لنا مباراة مهمة أمام السعيدية الثانوية وفريقها القوي، حيث كان اللعب بنظام خروج المهزوم، تقدمت علينا السعيدية بهدف، وقبل نهاية المباراة بثلاث دقائق تم إشراكي ومرر لي أحد الزملاء كرة طويلة فانطلقت بها وراوغت حارس المرمي وأحرزت هدفاً جميلاً، نال إعجاب كل من شاهد المباراة، وظلوا يستفسرون عن سبب عدم مشاركتي من البداية، خاصة أننا خسرنا المباراة بضربات الترجيح. كان هذا الهدف بمثابة نقطة انطلاقي فقد زادت شهرتي بين المدارس والمدرسين وأصبحت معروفاً بين منتخبات المدارس ولاعبي الأندية الذين كانوا يشاركون مع مدارسهم. في هذه الفترة نفسها أصبحت أساسياً في الفريق الذي كان يلعب فيه شقيقاي الكبيران أسامة وحسين في مركز شباب ناهيا، وأطلقوا علينا لقب «فرست تيم ناهيا»، حتي إن الجماهير كانت تأتي لمشاهدة مبارياتنا من القري المجاورة لنا. ولن أنسي أبداً ذلك اليوم الذي وقف فيه إمام مسجد لقرية مجاورة يتودد للمدرب الذي كان يدربنا وقتها واسمه «جمال كوع» لكي يدفع بي في إحدي المباريات، يومها كنت مصاباً، لكن إمام المسجد لم يقتنع بكلام المدرب، وظل يلح عليه لإشراكي ووصل الأمر إلي أنه كاد يقبل يديه، حتي تدخلت بنفسي وشرحت للإمام صعوبة مشاركتي في المباراة.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|